Wednesday, September 14, 2016

عادات تنقذنا من الجنون، ولكن يجب أن نواجهها!

لكل منا أسلوبه في مواجهة الحياة وصعابها. جزء من هذه الأساليب يسمى بـآليات التأقلم أو "coping mechanisms".
غالباً ما تتكون آليات التأقلم كردة فعل طبيعية للتوتر النفسي الذي تسببه التغيرات التي تواجهنا في حياتنا اليومية سواء التغيرات السيئة منها (كموت قريب أو فقدان عمل) أو الجيدة (كالزواج والعمل الجديد) وهي بشكل دقيق نوع من أنواع الإدمان. وكأي عادة، يوجد لآليات التأقلم جانب إدماني، إذ نشعر بدرجة من الإكراه نحوهم وبدرجة من الصعوبة في مقاومتهم. وعادة ما نميل لاستخدام آليات التأقلم كإلهاء أو ركيزة نستند عليها لتجنب التوتر. إذ لا تكون هذه العادات خيارات حقيقية نختارها ولكن عادات لاواعية تعيقنا عن التعامل المباشر مع أسباب التوتر وبذلك تصبح مؤذية لنا. وتشكل هذه الآليات نواعاً من الإدمان قد يكون من السهل كشفه (كإدمان الكحول والمخدرات والقمار والتدخين والطعام) أو قد يكون مبطنا أو بريئا جداً (كإدمان العمل ومشاهدة التلفاز والانترنت والنوم وحتى الحياة الاجتماعية). وقد لا يظهر الجانب المؤذي لهذه الآليات مباشرة ولكنها بشكل أو بآخر تسرق وقتك وتقلل من نسبة تركيزك وتمنعك من عيش حياتك بشكل كامل فهي لا تمنحك متعة حقيقة ولكنها نوع من الهوس الذي يحتاج إلى إشباع بشكل مستمر.
إن رغبتك في تناول البوشار أو قطعة من الشوكولا ليلاً هي ليست خيارات حقيقية لك وإنما رغبة في جرعة من الدوبامين (هرمون المكافأة والمتعة) تقدمها لك هذه المأكولات لتغطي على القليل من درجة التوتر التي تشعر بها فتتكون بذلك الحلقة المفرغة المستمرة توتر-طعام- شعور بالرضى ثم إعادة.
ولهذه الآليات أنواع :
عملي (يسعى لإيجاد ما يغير الواقغ كطلب المساعدة) # عاطفي (يسعى لايجاد ما يغير أو يحافظ على العواطف كتحويل الأمر إلى الفكاهة)
فعال (يواجه مسبب التوتر) # اجتنابي (كإنكار مسبب القلق أو النوم أو اعتزال الناس)
هدام (كالإنغماس في الاسترخاء والطعام) # مثمر (كالإنغماس في العمل أو الرياضة)
وقد يستعمل الفرد الواحد عدة أنواع من آليات التأقلم وقد يغير من الآليات التي يستخدمها تبعاً للحالة التي يواجهها وحالته النفسية ودرجة الدعم التي يتلقاها من وسطه المحيط

ونحن نتشارك مع الحيوانات في صفة الشعور بالقلق والتوتر من الحياةالمحيطة. فالحيوانات تواجه باستمرار ما يهدد حياتها من مفترسات أو قلة طعام وتفرز أجسادها كما أجسادنا هرمون الكورتيزول عند الشعور بالخطر والذي ينبهنا إلى وجوب "القيام بشيء فوراً". إلا أن الحيوانات تملك رصيداً محدودا من العواطف والخيارات وهي لا تعقد الأمور كالبشر ولا تلقي باللوم على الحياة أو غيرها ولا تنقل قلقها إلى المستقبل. هي ببساطة تواجه الخطر والقلق المصاحب له كلما ظهر مع الاحتفاظ بخبرات تمكنها من مواجهة ما يشابهه في المستقبل. وتستمر الحيوانات في مواجهة مسببات الخطر بشكل دائم ولا تتوقف عن المحاولة دون أن تسمح لهرمون الكورتيزول بسرقة اللحظة التالية.

ولنستطيع التعامل مع مسببات قلقلنا بشكل مباشر(كالحيوانات :P ) يجب أن نتحرر من سيطرة إدمان هذه الآليات بالتدريج ومن ثم معالجة السبب وذلك غالباً ما يحدث بالتدريج ذلك أن تشكيل العادات الجديدة أو إلغائها يحتاج لمدة شهر تقريباً. فإذا أكملت شهراً دون الاعتماد على هذه العادة في التنفيس عن قلقلك تكون قد نجحت في هزيمتها. حاذر من ترك آلية تأقلم إلى أسوأ منها واطلب المساعدة من المقربين لك (في إخفاء الحلويات ليلاً أو إطفاء الانترنت مثلاً) وعش حياتك كما تريد حقاً.

فيما يلي بعض آليات التأقلم السيئة:
إيذاء النفس جسديا
العودة إلى نفسية الطفل لتجنب المشاكل
تسخيف ما هو مهم
التركيز على الحقائق والماديات وتجاهل المشاعر
الهروب إلى الخيال
تسليط الغضب على الآخرين
العاطفية المفرطة
هدم ما تم بناؤه
بعض آليات التأقلم الجيدة:
تعويض النقص في جانب بالتألق في جانب آخر
التعاطف مع الحالات المشابهة لما مررت به
مساعدة الآخرين للشعور بالتحسن
تقليد حالات مشابهة ناجحة
النمو الروحي 
إيجاد الفرص في الأزمات

دقق في حياتك واسأل المقربين عن عاداتك فتغيير أشياء بسيطة قد يساهم في جعل حياتك أفضل

 شاركونا بآرائكم وقصصكم في التحرر من هذه العادات :)
 ترجمتي بتصرف

2 comments:

  1. الله يعطيكِ العافية موضوع المقال رائع و فعلاً كلنا عنا طرق للتنفيس المهم أنو ما تأسرنا

    ReplyDelete